تواجه الزراعة في القطاع الجبلي بمنطقة جازان العديد من المعوقات التي جعلت المزارعين يحجمون عن الاستمرار في مزاولة نشاطهم الزراعي فوق المدرجات الزراعية الا في نطاق محدود .
جبال فيفاء احدى تلك الجهات التي قل الاهتمام فيها بالزراعة بسبب الجهود المضنية التي يتكبدها المزارعين في عملية الزراعة وحرث الارضي في ضل عدم وجود معدات حديثه تناسب الاستخدام الخفيف على المدرجات الزراعية التي كان ابناء فيفاء في الماضي يطوعونها بإصرارهم وعزيمتهم التي مكنتهم من اقامت نشاط زراعي ناجح يلبي احتياجاتهم المعيشية .
ومع التقدم الذي يشهده العالم اليوم في تقنيات الزراعة الحديثة التي سهلت على المزارعين استصلاح الاراضي وزراعتها وانتاج اوفر المحاصيل الزراعية المختلفة يقف المزارعين في فيفاء اليوم عاجزين عن الاستفادة من هذه التقنيات التي لا تناسب بيئتهم الجبلية الوعرة مما ادى الى جعل الكثير من المزارعين في جبال فيفاء يبتعدون عن الاتجاه الى الزراعة اضافة الى الرخاء ورغد العيش الذي خلق لدى البعض نوع من الاتكال بعد توفر كل ما يحتاجه الانسان من مواد غذائية مختلفة في الاسواق بعد ان كانت الحبوب التي يزرعها مصدر عيشه الرئيسي .

ولقد دفعت مشاهدة المزارعين في فيفاء اليوم لوسائل الزراعة الحديثة الى البحث عن امكانية توفر معدات زراعية جديدة تساعد وتسهل على المزارعين مزاولة نشاطهم الزراعي في جبال فيفاء بدلاً من المعدات القديمة البدائية التي تعتمد على العمل اليدوي بواسطة المحراث "الحزبه" التي تجرها الثيران وترهق المزارعين وتكلفهم اموال كثيرة عند استئجار العمالة للقيام بتنفيذ مهام واعمال الزراعة المختلفة

التي يزال المحرك لها مفهوم العار والعيب من ترك المدرجات الزراعية دون استصلاح وزراعة عامل فعال يعول عليه الجميع في استمرار الزراعة واهتمام ابناء فيفاء بالمحافظة على تلك الصورة المشرقة للرقعة الزراعية الخضراء التي تميز جبال فيفاء عن باقي الجبال في سائر انحاء القطاع الجبلي.

ومهما استمر ابناء فيفاء في محاولة الحفاظ على اقامة نشاطهم الزراعي الا ان عدم ايجاد حلول وادوات بديلة تواكب التطور الهائل الذي يشهده المجال الزراعي فان التعويل على العادات والتقاليد في استمرار هذا النشاط والمحاولات الخجولة للبعض في الحفاظ على النشاط الزراعي ستنتهي في يوم من الايام وهو ما بدائنا نشاهده اليوم من تحول الكثير من المدرجات الزراعية الى اراضي بور بسبب تركها دون زراعة .
واذا عجزت التقنية عن ايجاد البدائل المناسبة للزراعة في فيفاء فأننا نعتقد ان ابن فيفاء بإبداعاته المتجددة والتي فرضتها عليه الحاجة في هذه البيئة الصعبة تجعله يبتكر ويصمم وينفذ الكثير من الادوات التي تعينه على التغلب على الكثير من العقبات والصعوبات التي تواجهه في هذا المجال الهام الذي مكنه من العيش والاكتفاء الذاتي عبر السنين العجاف في الماضي.
ويشكل ابتعاد معظم ابناء فيفاء عن تربية الحيوانات اليوم عائق كبير يدركه كل المزارعين اللذين يستخدمون الثيران لحرث المدرجات الزراعية فضلاً عن استفادة المزارعين من روث الحيوانات كسماد طبيعي فعال للأراضي

ومن الصعوبات التي تقف اليوم عائقا حقيقيا امام استمرار الزراعة في فيفاء حتى على صعيد توفر ادوات الزراعة القديمة التقليدية لعدم وجود الحرفيين المهرة اليوم لإنتاج تلك الادوات مثل المحراث الخشبي .
ومع اننا لا نعيب تلك البدائل التي اتجه اليها البعض من النزول الى سهول تهامة وتملك الاراضي وزراعتها بواسطة وسائل الزراعة الحديثة الا اننا لا نرى انها الحل الناجع لحننين ابناء فيفاء الفطري نحو الزراعة .

ولا شك ان الافكار الخلاقة التي يفاجئنا بها ابناء فيفاء في مجال الادوات الزراعية كثيرة ولن تنضب فما شاهدنا مؤخرا من تصميم احد المواطنين لمحراث يدوي من الحديد بديل عن المحراث الخشبي لن تكون النهاية بل البداية لأفكار سوف توصلنا الى تصميم محراث مكنيكي في المستقبل القريب انشاء الله ينتهي معه الاعتماد على الثيران التي لا يزال المواطنين يعتمدون عليها اليوم لجر المحراث اليدوي.
ان التغلب على هذه العائق ليس بالأمر المستحيل فتزويد دكاكة اسفلت مثلاً او ماكنة جز للأعشاب بمحراث من الحديد ستكون مناسبة للاستخدام على المدرجات الزراعية التي لا يمكن وصول الحراثات اليها وهناك لدى الكثير من ابناء فيفاء العديد من الافكار الاخرى التي تنظر تحويلها واقع يستفاد منه ويخدم الزراعة .

ونحن نخاف من ان يخطي في قادم الايام ابناء فيفاء الطريق ويتجه الجميع الى السهول ويتركوا الجبال وهذا ما بدأت بوادره تظهر اليوم في هجر البعض لمنازلهم في جبال فيفاء والاستقرار في السهول بسبب المعاناة التي يواجهونها في هذه الجبال مع ظروف التضاريس الصعبة وقلة الخدمات .

ولا شك ان التوجه القوي والعودة الى تنشيط الحركة الزراعية في فيفاء والبحث لمعوقات الزراعة عن حلول سريعة سوف يعيد لجبال فيفاء القها ويزيد من تعلق وعشق ابنائها وعندما نسعى الى تامين مصادر مياه رديفه لمياه الامطار من سدود او شبكات تحليه وشق طرق زراعية اخرى وتوفير محاصيل زراعيه طبيعية متنوعة خالية من المواد الصناعية والحافظة والمشاركة الفاعلة في خلق بنيه تحتيه تحفظ لفيفاء جملها وعشقها الازلي .
ان انتماء وحب الانسان لمكانه فطرة لكن ما نسمعه يتردد بين الحين والاخر من عبارات التنفير من العيش في هذه الجبال يتنافى وهذه الفطرة الالهية السوية رغم انه يحدث لدى البعض نوع من الجفاء لهذه الجبال التي لها الفضل بعد الله في اكتنافنا ولها علينا اليوم الحق في تقديم كل ما نستطيع للحفاظ عليها واخراجها للناس في ابهى صورة عكس ما يمكن ان تؤل اليه باهمالنا لها


وبتظافر الجهود مع ما تقدمه الجهات الحكومية من خدمات للمزارعين من توفير لقروض ووسائل زراعية وتامين لبذور ومساعدة في تنفيذ مشاريع سدود صغيرة لحفظ مياه الامطار ومعدات للري وتقديم الخدمات الارشادية والتوعوية وقيام مطالبات بتعديل نظام البنك الزراعي الحالي كفيل ببعث الحياة في الزراعة بجبال فيفاء والقطاع الجبلي بجازان عموما طموحات كبيرة وامال اكبر نحو مستقبل زراعي جميل يعيد لجبال فيفاء مكانتها الزراعية التي وفرت لأبنائها الاكتفاء الذاتي عبر سنين عديدة مضت .
ونحن اليوم في حاجة ماسة للتغلب على الكثير من المعوقات التي تواجه الزراعة في فيفاء ومن هنا رساله او جهها لابناء فيفاء لمطالبة وزارة الزراعة بتوفير حراثات يدوية وتوزيعا على المواطنين كنظيرتها وزارة الزراعة العمانية التي وزعت خلال الايام الماضية 40 حراثة يدويه بمحافظة الظاهرة متعددة الأغراض مع ملحقاتها بدعم يصل إلى 50% من قيمتها وذلك لمزارعي ولايات عبري وينقل وضنك وقبله في ولاية السويق ونحن في جبال فيفاء نوجه النداء لوزارة الزراعة للاظطلاع بمسؤلياتها ودعم المزارعين في فيفاء بهذه الحراثات اليدوية التي تحقق لهم استمرار للزراعة في ضل الظروف الراهنة


